تعرف على أبرز 5 قلاع تاريخية في سوريا

تتميز القلاع والحصون كبنى تاريخية في معظم مدن العصور القديمة والوسطى، حيث استمرت وظيفتها الدفاعية حتى اليوم في العديد من المدن التاريخية في جميع أنحاء العالم، سواء في الشرق أو الغرب. عادةً، تقع القلاع في أماكن مرتفعة، مزودة بأبواب وتحصينات دفاعية، وتحيط بها الخنادق من كل جانب. مع مرور الوقت، تجدد بناء هذه القلاع وتضاف إليها مبانٍ إضافية.

القلعة تُعَدُّ حصنًا منيعًا يُشيَّد في أماكن صعبة الوصول، غالبًا ما تكون على قمم الجبال أو على حدود البحار. بُنِيَت القلاع بغرض الحماية من الأعداء وتحصين المدن في حال التعرض للهجوم. تتضمن القلاع مرافق للجند، ومستودعات للأسلحة، وبيوتًا للمال، ومراكز للحكومة المحلية. كما كانت القرى غالبًا تنشأ حول هذه القلاع، مما يُبرز الدور الحيوي الذي لعبته هذه البنى في تشكيل المجتمعات القديمة والتواصل الاجتماعي.

قلعة دمشق

من أبرز التي ما زالت حاضرة حتى اليوم، نجد قلعة دمشق تبرز كواحدة من أهم المعالم الإسلامية في المدينة، حيث تتميز بقوتها وارتفاعها وتصميمها الفريد. تعتبر هذه القلعة من التحصينات الدفاعية البارزة في المدن الإسلامية، وتشكل جزءًا أساسيًا من معمار الدفاع في سوريا.

منذ بناء القلعة في العصر الأيوبي، كانت تحظى بأهمية كبيرة كحصن عسكري ومقر للسلاطين. شهدت إقامة العديد من الملوك والأمراء والولاة فيها، مثل السلطان نور الدين محمود الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والملك الظاهر بيبرس. لعبت دورًا بارزًا في دعم استقرار الحكم والسياسة في المنطقة، حيث كانت قاعدة للدفاع عن دمشق والشام ضد الصليبيين والتتار. كما تمثلت فيها شؤون الحكم، وأصبحت مدينة محصنة تضم قصورًا وحمامات ومساجد، وكانت مكان دفن لعدد كبير من الملوك والسلاطين.

تمت عمليات ترميم شاملة لهذه القلعة في السنوات الأخيرة، استهدفت إحياء دورها الحضاري كمركز ثقافي في قلب العاصمة السورية. وقد تم التركيز خلال هذه الجهود على التوثيق التاريخي والمعماري للقلعة، ودراسة التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والسياحية المحيطة بها، بهدف تأهيل هذه المنطقة الثرية بالتاريخ لتظل تحفة تاريخية مزدهرة.

قلعة حلب

 كانت قلعة حلب محط اهتمام الغزاة القادمين من الشرق والغرب، حيث كانوا يستهلون غزو المدينة بالتوجه نحو قلعتها. في سنة 1260م، وصل الغزو المغولي بقيادة هولاكو إلى حلب، وشن هجومًا على القلعة، دمر العديد من معالمها. وفي عام 1400م، قام تيمور لنك بتدمير القلعة، مما أدى إلى سقوط حلب بأكملها في يده.

حقق الفتح الإسلامي لحلب لم يتحقق إلا بعدما تسللت قوة من الجيش الإسلامي إلى القلعة وسيطرت عليها، مما أدى إلى إخضاع الرومان الذين كانوا في داخلها. بُنيت هذه القلعة الحصينة في القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد، على يد قائد في جيش الإسكندر المقدوني. اختار هذا التل الشامخ في حلب ليكون معسكرًا للجيش وأنشأ فوقه القلعة. أضاف الرومان والبيزنطيون هياكل وتعزيزات إلى القلعة، في حين سبب الفرس الخراب والدمار خلال غزوهم للمنطقة.

المصادر التاريخية تؤكد أن القلعة أُقيمت على أنقاض قلاع سابقة، وكانت الرابية موقعًا آمنًا لإقامة المقر الحكومي المحصن لمدينة حلب عبر تاريخها. كانت هذه القلعة في العهد اليوناني مجمعًا للآكروبول، ثم تحولت إلى قلعة حصينة في الفترة البيزنطية. التنقيبات الأثرية في القلعة أظهرت آثارًا تعود إلى القرون القديمة، بما في ذلك العصور الآرامية والرومانية والبيزنطية.

قلعة الحصن

تعد قلعة الحصن في مدينة حمص واحدة من القلاع البارزة في سوريا، حيث تمثل تحفة من تصميم العمارة العسكرية بارتفاع يصل إلى 750 مترًا فوق سطح البحر، وتبعد نحو 60 كيلومترًا غرب مدينة حمص على جبل استراتيجي. يتجاوز طولها 240 مترًا من الشمال إلى الجنوب و170 مترًا من الشرق إلى الغرب، مع مساحة تقدر بثلاثة هكتارات.

تتألف القلعة من حصنين داخلي وخارجي مع خندق وجدران سميكة وأبراج متعددة. يتسع الحصن لثلاثة آلاف محارب بمعداتهم وخيولهم. يميز الحصن الداخلي بأبراجه العالية وأسواره السميكة، مع ثلاثة أبواب تفتح على الخندق. أما الحصن الخارجي فيتألف من سور خارجي مع برجات دائرية ومستطيلة، مُحاطًا بخندق ومدعومًا بجدران مائلة.

لم تبنَ القلعة بشكل واحد، بل خضعت للتوسع والترميم على مر العصور، محملة أسماء متعددة مثل “حصن السفح” و”حصن الأكراد” و”حصن الفرسان” وأخيرًا “قلعة الحصن”. تُعتبر هذه القلعة من أعظم القلاع عالميًا، حيث تجمع بين مواد بنائية فريدة وهندسة دفاعية تمزج بين حضارات الشرق والغرب. يعود تأسيسها إلى العهود اليونانية، وفي فترة البيزنطة نشأت قرية مسيحية بجوار البرج، وأصبحت مركزًا أسقفيًا يعود إلى مطرانية حمص. في عهد الدولة السلجوقية، أقام شبل الدولة نصر حامية كردية في الحصن.

قلعة حماة

 تعد واحدة من أقدم القلاع، حيث تم بناؤها على تل تجميعي كبير يقع على الضفة الغربية لنهر العاصي. يشكل هذا التل الموقع الأصلي لمدينة حماة، والتي خضعت لتنقيبات أثرية في النصف الأول من القرن العشرين. أظهرت هذه التنقيبات أن المدينة تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وقد شهدت تطورًا وازدهارًا كبيرًا في الألف الأول قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة مملكة حماث الآرامية. 

تاريخياً بنوا السلوقيون أول حصن على قمة التل، الذي أصبح مركزًا للمدينة السلوقية. خلال العصور، تباينت حكم القلعة بين الرومان والصحابة الذين فتحوها، واحتلتها القرامطة واستعادها المستكفي العباسي، تمت إعادة إعمارها في عهد صالح بن مرداس الكلابي، ومن ثم تبعها طغتكين وزلزال في عهد الزنكيين.

من بعد زلزال في عام 1157 م، أعاد نور الدين زنكي بناء القلعة وحصن أسوار المدينة. بقيت القلعة تحت سيطرة الأيوبيين حتى هدمها المغول في عام 1258 م. بعد ذلك، قام الظاهر بيبرس بإعادة بناء المدينة وقلعتها، وبعد دخول العثمانيين للبلاد، فقدت القلعة أهميتها العسكرية وخربت.

قلعة جعبر

تتسلط القلعة على هضبة كلسية هشة، حيث يبلغ ارتفاع قمتها 347 مترًا فوق سطح البحر. تتميز هذه القلعة بشكل متطاول، يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول 320 مترًا، ومن الشرق إلى الغرب على طول 170 مترًا. يحيط بها سوران ضخمان، أحدهما داخلي والآخر خارجي، ويتفصل بينهما ممر ضيق يشكل مرورًا بين السورين. يضم السور عددًا كبيرًا من الأبراج الدفاعية، تتجاوز خمسة وثلاثين برجًا، بتصاميم متنوعة من مربعة ومثمنة إلى نصف دائرية.

تشتمل تاريخ القلعة على عدة أسماء، منها “الدوسرية” في الفترة ما قبل الإسلام، و”جعبر” في القرن الخامس الهجري. تقع بوابة القلعة في الجهة الغربية وتُبنى بالآجر، تفتح إلى ممر يؤدي إلى باحة تنتهي ببرج ضخم يُعرف حالياً ببرج عليا. يتجه الزائر نحو اليسار ليرى نفقًا محفورًا في الصخور يؤدي إلى سطح القلعة، وكان هذا النفق ذو الطول البالغ حوالي 50 مترًا مكسوًا بالآجر. في وسط القلعة، تم إنشاء مسجد جامع ومئذنته تتسم بالارتفاع في أعلى نقطة، وفي الزاوية الجنوبية الغربية بُنيت مبانٍ هامة ربما كانت لأصحاب القلعة وقادتها.

تبعد القلعة حوالي أربعة كيلومترات عن نهر الفرات، وبعد بناء السد عام 1974، أحاطت بها المياه من جميع الجهات، محولة إياها إلى جزيرة صغيرة في وسط البحيرة المترامية الأطراف.

الخاتمة

تعتبر قلاع سوريا من أهم القلاع التاريخية والتي يقصدها السياح من شتى بقاع العالم، إذ تعود لحقب زمنية متتالية، لا يقتصر عدد القلاع في سوريا على 5 قلاع، هناك عدد كبير من القلاع إلا أننا اخترنا أكثرها شهرة. 

هل زرت أياً من القلاع التي ذكرناها؟ شاركنا برأيك عنها. 

مراجع

القلاع التاريخية في سوريا 

قلعة حماة

قلاع سوريا

قلعة جعبر

قد تستمتع أيضًا

تعرف على محافظة إدلب

تقع محافظة حلب شمال القطر العربي السوري، وتمتد بين خطي الطول 36.10 غرباً و 37.15 شرقاً، وخطي العرض 35.10 جنوباً و 36.15 شمالاً. تعتبر هذه المحافظة من الوجهات الحديثة التي تأسست في أيام الجمهورية العربية المتحدة، وتشغل مساحة قدرها 6100 كم2.

رحلة في تاريخ حلب

تُعد مدينة حلب في شمال سوريا محطة تاريخية غنية بالتأثيرات الثقافية والتطورات الاقتصادي، وتعتبر من أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، بلغ تعداد سكانها أكثر من 4.6 مليون نسمة، مما يجعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد، تقع حلب على بعد حوالي 310 كم من العاصمة دمشق، في موقع استراتيجي يجعلها نقطة تجارية حيوية على طول طريق الحرير.

دمشق أقدم عاصمة في العالم

دمشق تتوضع في الزاوية الجنوبية الغربية لسوريا، محاطة بالمرتفعات البركانية وسهول حوران من الجنوب، وسلاسل جبال القلمون ولبنان الشرقية من الشمال والغرب، والبادية السورية من الشرق. تطل دمشق على ضفاف نهر بردى، وتكتسي بجمال بساتين الغوطة وجبل قاسيون، بالإضافة إلى ربوة دمشق.

المزيد من المقالات

تتميز القلاع والحصون كبنى تاريخية في معظم مدن العصور القديمة والوسطى، حيث استمرت وظيفتها الدفاعية حتى اليوم في العديد من المدن التاريخية في جميع أنحاء العالم، سواء في الشرق أو الغرب. عادةً، تقع القلاع في أماكن مرتفعة، مزودة بأبواب وتحصينات دفاعية، وتحيط بها الخنادق من كل جانب. مع مرور الوقت، تجدد بناء هذه القلاع وتضاف إليها مبانٍ إضافية.
تقع محافظة حلب شمال القطر العربي السوري، وتمتد بين خطي الطول 36.10 غرباً و 37.15 شرقاً، وخطي العرض 35.10 جنوباً و 36.15 شمالاً. تعتبر هذه المحافظة من الوجهات الحديثة التي تأسست في أيام الجمهورية العربية المتحدة، وتشغل مساحة قدرها 6100 كم2.
تُعد مدينة حلب في شمال سوريا محطة تاريخية غنية بالتأثيرات الثقافية والتطورات الاقتصادي، وتعتبر من أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، بلغ تعداد سكانها أكثر من 4.6 مليون نسمة، مما يجعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد، تقع حلب على بعد حوالي 310 كم من العاصمة دمشق، في موقع استراتيجي يجعلها نقطة تجارية حيوية على طول طريق الحرير.