تعرف على محافظة إدلب

تقع محافظة حلب شمال القطر العربي السوري، وتمتد بين خطي الطول 36.10 غرباً و 37.15 شرقاً، وخطي العرض 35.10 جنوباً و 36.15 شمالاً. تعتبر هذه المحافظة من الوجهات الحديثة التي تأسست في أيام الجمهورية العربية المتحدة، وتشغل مساحة قدرها 6100 كم2.

تحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومن الجنوب محافظة حماة بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم. تحتل المحافظة المرتبة الثامنة في سوريا من حيث المساحة، والمرتبة الخامسة من حيث عدد السكان الذي يبلغ حوالي 1,500,000 وفقًا لإحصائيات الأحوال المدنية.

تتميز إدلب بموقع استراتيجي على البوابة الشمالية لسوريا، حيث تطل على تركيا وأوروبا، وتعد معبرًا تاريخيًا للجيوش وممرًا تجاريًا هامًا للقوافل التجارية. كما تعتبر صلة وصل بين المناطق الساحلية والوسطى، والمناطق الشمالية والشرقية، حيث تشكل جسرًا حيويًا بين مناطق الإنتاج الزراعي والموانئ البحرية في ميناء اللاذقية.

تاريخ إدلب 

الموقع الاستراتيجي لمحافظة إدلب يعكس أهميتها الحالية كامتداد لدورها التاريخي، حيث كانت ملتقى للقوافل التجارية القادمة من أنطاكية، في أفاميا، وحلب، وآفس، وسهل العمق، يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث شكلت مملكة إيبلا صلة الوصل بين عوالم البحر المتوسط والشرق الأقصى. تحتضن المحافظة ثلث ما في سوريا من آثار ومواقع أثرية، بدءًا من مملكة إيبلا وصولاً إلى الحضارات المتعاقبة كالآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية والعصور الإسلامية.

اكتشاف مملكة إيبلا كان حدثًا هامًا في القرن العشرين، وتعد المحافظة مستودعًا للتاريخ والثقافة، تضم أكثر من 500 موقع أثري تمتد من المدن المحفوظة بكاملها إلى الآثار التي تروي تاريخها، تشهد المحافظة على حضارات متعددة، مثل الآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى العديد من القلاع التي تظل في حالة جيدة حتى اليوم.

مدن محافظة إدلب

تتميز إدلب بالعديد من المدن التاريخية المتميزة إليك اهمها:

مدينة إدلب

 مركز المحافظة إذ سميت المحافظة نسبة لها، تقع على بُعد 59 كم من مدينة حلب و 309 كم من العاصمة دمشق. يتجاوز ارتفاعها 400 مترًا فوق سطح البحر، وشهدت تطورًا في البنية التحتية للخدمات السياحية، حيث انتشرت المطاعم والمقاصف، وتم بناء فندق فاخر وإقامة مركز للاستعلام السياحي.

تتميز إدلب بمساجدها المملوكية والعثمانية، وأسواقها الجميلة، وحماماتها الشعبية، ودورها العربية القديمة التي تعود للقرن السادس عشر الميلادي، مثل الجامع الكبير ودار الفتح الأهلية ودار العياشي. ويُعد المتحف الوطني من بين أبرز معالم المدينة، حيث يضم حصاد البعثات التنقيبية في المواقع الأثرية ابتداءً من الألف الثالثة قبل الميلاد وحتى العصور الإسلامية. ويحتوي على جناح مخصص للتقاليد الشعبية، وقسم لحفظ جميع الألواح الفخارية والرقم المكتشفة في المكتبة الملكية في إيبلا.

مدينة أريحا

 المنطقة الإدارية الثانية جنوب مدينة إدلب وعلى بعد حوالي 12 كم منها على طريق حلب اللاذقية، تحمل تاريخها للألف الثالثة قبل الميلاد، وتتميز بالعديد من المباني الأثرية، بما في ذلك الجامع الكبير والمدافن المحفورة في الصخور وخان القيصرية، إضافة إلى ثلاث حمامات قديمة، يتربع جبل الأربعين فوقها، والذي يُعد عروس مصايف الشمال، حيث يرتفع إلى حوالي 480 مترًا عن سطح البحر، ويبعد نحو 2 كم عن المدينة.

تقدم أريحا العديد من المطاعم والشقق السياحية التي تجذب المصطافين، إلى جانب مجموعة من المواقع الأثرية المميزة المتنوعة. 

معرة النعمان

 المنطقة الإدارية الثالثة في المحافظة، تتوسط المسافة بين مدينة إدلب ومركزها تقريباً على بُعد 45 كم جنوبًا. تشمل ثلاث تلال أثرية بارزة، تتلألأ في جمالها مجموعة من المعالم البارزة، مثل الجامع الكبير والمدرسة النورية وحمام التكية، وخان أسعد باشا الذي تحول إلى متحف. تفتخر معرة النعمان أيضًا بوجود ضريح الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري، الذي يأخذ مكانًا بارزًا في المركز الثقافي للمدينة. وعلى مسافة قليلة شرقًا يتواجد ضريح الخليفة الراشد الأمير عمر بن عبد العزيز.

ويبرز متحف المعرة كمركز للآثار وشاهد على التاريخ، حيث يضم مجموعة من التماثيل والجرار، ويتميز بلوحة فسيفساء رائعة تعود للفترة الرومانية البيزنطية.

مدينة جسر الشغور 

المنطقة الإدارية الرابعة في المحافظة، تتباعد عن مدينة إدلب بمقدار 48 كم وتمتد على ضفتي نهر العاصي، حيث تحتضن بعض المباني التاريخية التي ترتبط بالعهد العثماني، مثل حي القلعة والحمام والجامع الكبير، يتميز الموقع بجسرين يرجعان إلى الحقبة الرومانية، وتبرز مناطق الجذب السياحي والأثرية، بما في ذلك “قلعة بكاس”، والتي تبعد حوالي 10 كم عن جسر الشغور، وتعد قلعة عربية إسلامية تحاط بخنادق طبيعية تعود إلى أيام الصليبيين.

قرية دركوش السياحية تقع إلى الشمال من مدينة جسر الشغور بمسافة 28 كم، وتتميز بجمال نهر العاصي الذي يمر بين مساكنها، تحتفظ بآثار الجسر الروماني على نهر العاصي والحمامات التي تم تجديدها في عهد الملك الظاهر، ويشمل التراث أيضًا خان الحريري ومغارة الحكم، بالإضافة إلى الجامع القديم وطواحين الماء وعدة ينابيع تنبعث منها مياه عذبة.

مدينة حارم

 المنطقة الإدارية الخامسة في محافظة إدلب، تقع على بعد حوالي 50 كم إلى الشمال من المحافظة. تشرف على لواء اسكندرون وتتميز ببساتينها وعيون الماء الجارية، يتسم المنظر الطبيعي للمدينة بالجمال، وتتوسطها قلعة أثرية يعود تاريخ بنائها إلى العصر البيزنطي، تمتلك تاريخ عريق حيث احتلها الصليبيون، وتم تحريرها وإعادة بنائها بواسطة الملك غازي بن صلاح الدين الأيوبي، وتعتبر المنطقة بمثابة كنز أثري يضم العديد من الآثار البارزة.

مدينة سرمدا

 تقع إلى الشمال من مدينة إدلب بمسافة تقدر بحوالي 33 كم. تحمل آثار العصرين الروماني والبيزنطي، حيث يمكن رؤية فيها قلعة ومدافن وخرائب دير دانيال، إلى جانب معبد منقور المنحوت في الصخور وعمود سرمدا، وهو واحد من أربعة أعمدة يبلغ ارتفاع كل منها حوالي 16 مترًا، تم بناؤها في عام 131 ميلادية.

مدينة معرة مصرين

معرة مصرين، الموجودة في الشمال السوري، تُعتبر إحدى أقدم المدن في المنطقة، حيث تمتد جذورها إلى ما قبل التاريخ، يبلغ عمرها أكثر من 5 آلاف سنة. تشكلت هويتها الثقافية والتاريخية عبر مرور حقب زمنية وأحداث مهمة، وتعد شاهدة على تطورها على مر العصور.

تأخذ معرة مصرين أهميتها الكبيرة بعد الفتح الإسلامي، خاصة بعد دخولها على يد أبو عبيدة بن الجراح، الذي فتحها في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب في سنة 17 للهجرة.

تضاريس وموارد محافظة إدلب 

تعود معظم صخور محافظة إدلب إلى الحقب الجيولوجي الثالث، وقد نشأت تضاريسها النجدية الناهضة ضمن بنية سنامية عريضة، تشكلت الهضبة الغربية النجدية من الحجر الكلسي ويقسمها صدع كبير، فيما تعتبر المنطقة الشرقية جزءًا من عتبة حلب المائلة نحو الشرق.

 الوحدات الجيولوجية

هضبة القصير

  •    في شمال غرب المحافظة.
  •     تتألف من الحجر الكلسي وتتميز بالتلال والجبال.
  •    ارتفاع متوسط يبلغ 800 مترًا.
  •     ترويها أودية تصب في نهر العاصي.

جبال حارم

  •     في شمال المحافظة، تمتد على طول وادي العاصي.
  •    تضم نجودًا كاملة متتالية وغورًا سردين.
  •    تحتضن قممًا مثل جبل باريشا وجبل الأعلى وجبل الوسطاني.

جبل الزاوية

  •     نجد ناقص وحيد الميل، يحتوي على العديد من القمم والحفر الكارستية.
  •    يمتد من جبل الأربعين في الشمال إلى جبل شحشبو في الجنوب.

السهول

  •    تشكل الطرف الغربي لنهوض حلب وتتضمن سهول إدلب الشمالية والجنوبية وسهل الروج.
  •    سهول إدلب الشمالية خصبة ومأهولة، بينما تتسم سهول الروج بالمسطحات الرتيبة.

المناخ والمياه

  •  المحافظة تشهد صيفًا حارًا وشتاءً دافئًا، مع معدل حرارة سنوي يتراوح بين 16-18 درجة مئوية.
  •  الرياح السائدة غربية وجنوبية غربية.
  • -نهر العاصي يخترق المحافظة، وتتواجد الينابيع الغزيرة غربي جبل الزاوية وفي سهول إدلب.
  • المحافظة تحتل موقعًا استراتيجيًا على صعيدي الزراعة والموارد المائية.

النبات والحيوان

  • يتغير توزيع النباتات تدريجيًا نحو الشرق، حيث تصبح حراجية متوسطية.
  •  تنمو الأعشاب المتنوعة شرقاً وتزداد أهميتها، وتشمل الشيح والحرمل والشنان.
  •  تتنوع الحياة الحيوانية مع وجود الثدييات والطيور المستوطنة والمهاجرة.

المعوقات والتحديات

  • تأثير الأنشطة البشرية سلبًا على الغطاء النباتي والحيواني.
  •  تقليل مستوى المياه الجوفية في المناطق الشرقية.
  • الصيد غير المشروع يؤثر على توازن الحياة البرية.

ملخّص

تعتبر محافظة إدلب مناطق متنوعة الطبيعة، حيث تتميز بتضاريسها ومواردها المائية، يسهم توزيع النباتات والحيوانات في إثراء التنوع البيئي، ومع ذلك، تواجه التحديات البيئية نتيجة

الزراعة في محافظة إدلب

يحتل القطاع الزراعي في محافظة إدلب مكانة ريادية، حيث تسهم جهود الفلاحين وإقامة المزيد من السدود وشبكات الري في جعل المحافظة تستحق لقب “المحافظة الخضراء”، تبلغ مساحة المحافظة 609,710 هكتار، ومساحة الأراضي المستثمرة تشكل 56.5% من إجمالي المساحة، أي 347,570 هكتارًا.

تتميز المحافظة بخصوبة أراضيها، وغزارة أمطارها، وتعدد مواسم الزراعة. تشتمل على كثافة أراضي الأحراج والغابات بنسبة 13.5%، وتصل مساحتها إلى 18,211 هكتارًا. كما تتميز بتنوع الأشجار المثمرة، وعلى رأسها شجرة الزيتون التي يبلغ عددها حوالي 15 مليون شجرة. يتراوح إنتاجها السنوي حوالي 160,000 طن، مما يجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي للمحافظة.

الخاتمة

رغم كل الظروف والحروب التاريخية صدمت إدلب وبقيت منارة تاريخها، كما أن تنوع المحافظة التاريخي والزراعية والثقافي أعطى لها أهمية كبيرة على مدى الزمن. 

ماهي أجمل مدينة في محافظة إدلب؟ وما هو أكثر موقع جغرافي أعجبك؟ 

مصادر

مدينة إدلب السورية

ويكيبيديا

تفتناز

قد تستمتع أيضًا

تعرف على أبرز 5 قلاع تاريخية في سوريا

تتميز القلاع والحصون كبنى تاريخية في معظم مدن العصور القديمة والوسطى، حيث استمرت وظيفتها الدفاعية حتى اليوم في العديد من المدن التاريخية في جميع أنحاء العالم، سواء في الشرق أو الغرب. عادةً، تقع القلاع في أماكن مرتفعة، مزودة بأبواب وتحصينات دفاعية، وتحيط بها الخنادق من كل جانب. مع مرور الوقت، تجدد بناء هذه القلاع وتضاف إليها مبانٍ إضافية.

رحلة في تاريخ حلب

تُعد مدينة حلب في شمال سوريا محطة تاريخية غنية بالتأثيرات الثقافية والتطورات الاقتصادي، وتعتبر من أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، بلغ تعداد سكانها أكثر من 4.6 مليون نسمة، مما يجعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد، تقع حلب على بعد حوالي 310 كم من العاصمة دمشق، في موقع استراتيجي يجعلها نقطة تجارية حيوية على طول طريق الحرير.

دمشق أقدم عاصمة في العالم

دمشق تتوضع في الزاوية الجنوبية الغربية لسوريا، محاطة بالمرتفعات البركانية وسهول حوران من الجنوب، وسلاسل جبال القلمون ولبنان الشرقية من الشمال والغرب، والبادية السورية من الشرق. تطل دمشق على ضفاف نهر بردى، وتكتسي بجمال بساتين الغوطة وجبل قاسيون، بالإضافة إلى ربوة دمشق.

المزيد من المقالات

تتميز القلاع والحصون كبنى تاريخية في معظم مدن العصور القديمة والوسطى، حيث استمرت وظيفتها الدفاعية حتى اليوم في العديد من المدن التاريخية في جميع أنحاء العالم، سواء في الشرق أو الغرب. عادةً، تقع القلاع في أماكن مرتفعة، مزودة بأبواب وتحصينات دفاعية، وتحيط بها الخنادق من كل جانب. مع مرور الوقت، تجدد بناء هذه القلاع وتضاف إليها مبانٍ إضافية.
تقع محافظة حلب شمال القطر العربي السوري، وتمتد بين خطي الطول 36.10 غرباً و 37.15 شرقاً، وخطي العرض 35.10 جنوباً و 36.15 شمالاً. تعتبر هذه المحافظة من الوجهات الحديثة التي تأسست في أيام الجمهورية العربية المتحدة، وتشغل مساحة قدرها 6100 كم2.
تُعد مدينة حلب في شمال سوريا محطة تاريخية غنية بالتأثيرات الثقافية والتطورات الاقتصادي، وتعتبر من أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، بلغ تعداد سكانها أكثر من 4.6 مليون نسمة، مما يجعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد، تقع حلب على بعد حوالي 310 كم من العاصمة دمشق، في موقع استراتيجي يجعلها نقطة تجارية حيوية على طول طريق الحرير.